لا تجعل كل الأمور سهلة لأولادك.. اغرس بهم القوة المبادرة وروح الإنجاز
مرحبا بجميع زوار عالم طفلي الكرام الأفاضل،
سؤال مهم جدا يجب التأمل فيه جيدا:
عندما نطرح سؤالا مهما جدا: لماذا أصبح الآباء والأمهات في زماننا هذا، هم الذين يبرّون أبنائهم ويستعطفونهم ليرضوا عنهم؟؟؟
الجواب بكل موضوعية:
بعد الشّدَة التي تربينا نحن عليها، صرنا نخاف على أبنائنا من تأثيرات القسوة، وبتنا نخشى عليهم حتى من العوارض الطبيعية كالجوع والنعاس فأصبحنا نطعمهم زيادة، ونتركهم كسالى نائمين، ولا نوقظهم للصلاة، ولا نُحملهم المسؤولية شفقة عليهم، ونقوم بكل الأعمال عنهم، ونحضر لوازمهم، ونهيئ سبل الراحة لهم، ونقلل نومنا لنوقظهم ليدرسوا..
إننا نربي أبناءنا على الإتكالية، وفوقها على الأنانية إذ ليس من العدل قيام الأم بواجبات الأبناء جميعا وهم قعود ينظرون، فلكل نصيب من المسؤولية والله جعل أبناءنا عزوة لنا، وأمرهم بالإحسان إلينا فعكسنا الأمر، وصرنا نحن الذين نبرهم ونستعطفهم ليرضوا عنا ولأن دلالنا للأبناء زاد عن حده، انقلب إلى ضده وباتوا لا يُقدرون ولا يمتنّون، ويطلبون المزيد .
السؤال الأهم بكثير:
ما المشكلة لو تحمل صغيرك المسؤولية؟؟ ما المشكلة لو عمل وأنجز وشعر بالمعاناة وتألم قليلاً؟؟ فالدنيا دار كدّ وكدر، ولا مفر من الشقاء فيها ليفوز وينجح والأم الحكيمة تترك صغيرها ليتحمل بعض مشاقها، وتعينه بتوجيهاتها، وتسنده بعواطفها، فيشتد عوده ويصبح قادرا على مواجهة مسؤولياته وحده .
كيف أجعل طفلي لا إتكالي، قوي، مبادر ومنجز؟؟
فالحياة كد وبذل ومجهود.. والإرادة والمثابرة والصلابة في الحياة تحتاج إلى تمرين وتدريب حتى وإن كان هز جذع النخلة الصلب أو ضرب الأرض بقدم واهنة.
لكل من يسأل كيف أصل إلى هذه المرحلة؟؟
1. اجلس مع طفلك ساعة يوميا بدون أن تنتقده بل تحدثه وتشاركه الحديث عن مواضيع مختلفة وتوجه تفكيره أن المبادرة هي الحل في أغلب الأمور حتى تستطيع التقدم في حياتك وتصل إلى أهدافك التي رسمتها وأنه ما من شخص يصل إلى شيء مادام يعتمد على غيره ولا يبادر بنفسه.
2. اتخذ من طفلك صديقا حتى يستشيرك في أمور يستعصى عليه فعلها أو اتخاذ القرار الصائب بها، اجعله يكلمك كثيرا ويفكر بصوت عال معك ولا تعطيه حلولا نهائية فقط ساعده على إيجاد الحل واتخاذ القرار من خلال نقاشات مفتوحة.
3. افعل أمامه ماتريد منه أن يفعله مثلا تريده أن يستيقظ باكرا استيقظ أنت باكرا قبله، تريده أن يصلي صلي أمامه، وقس على ذلك كل الأمور. ودوما لا تنسى أنك قدوة.
4. ممنوع الضرب منعاً باتاً نهائياً وتحت أي ظرف ومهما كان السبب مقنعا بالنسبة لك، فلا تخسر طفلك ولا تبني فجوة بينكما في لحظة غضب.
5. إذا وقع موقف ما وكان طفلك مظلوما دافع عنه ولا تهدأ إلا بعد أن يسترد حقه هكذا تعلمه الدفاع عن نفسه وان يكون قويا ولا يخجل بل قوي الشخصية ولا يسكت عن حقه..
6. عندما يخطئ طفلك تعاقبه على قدر الخطأ ولا تتعامل مع الأمر بشخصنة ولا تتكلم معه عن هذا الخطأ أكثر من مرة، هنا تعلمه التصرف بحكمة والترفع عن التفاهات.
7. في بعض المواقف المهمة والتي نخرج منها بقرارات مصيرية تعلمه باستخدام الصبر والتكرار وتنويع طرق الإقناع، لأن الطفل إذا اقتنع بفكرة معينة باتت قناعة لديه وتصبح من العادات والسلوكيات والمبادئ الراسخة عنده.
8. لا بأس من بعض الحزم في بعض الأحيان ولكن حاول قدر المستطاع تجنب الصراخ سواءا مع طفلك أو مع غيره، اجعل صوتك منخفضا حيث يكون واضحا ومسموعا حتى يتعود منك على التفاهم والإحساس.
9. ممنوع منعا باتا التشاجر مع شريك حياتك أمام طفلكم، لا توجد علاقة بدون اختلافات ولكن ليس على مرآى من أعين أطفالكم يجب أن يكون ذلك بمفردكم أغلقوا بابكم واختلفوا بتحضر وبصوت خافت، أنتم أزواج وتؤسسون لبناء مستقبل أجيال لا تنسوا ذلك..